جبالة : الحياة اليومية
جبالة : الحياة اليومية |
يبقى البناء الجبلي متميزا عن البناء في مناطق أخرى من المغرب ، هذا التميز الذي تفرضه طبيعة المناخ والتضاريس إذ أن منطقة جبالة تعتبر منطقة ذات مناخ معتدل متوسطي يكون ممطراً شتاءً و معتدل صيفا ،و منطقة ذات مناخ بارد جبلي تتراوح كمية التساقطات فيه بين 900 ملم و 2000 ملم في السنة لتنخفض درجة الحرارة شتاء تصل 8 تحت 0 بينما لاتتجاوز 34 درجة صيفا .هذا ما إستوجب بناء ذو مواصفات خاصة في المناطق الباردة .
تتشكل الهندسة المعمارية في قبائل جبالة من الوحدة الرئيسية وهي المنزل أو كما يسمى محليا الدار ، والدار في مفهوم جبالة تعني المنزل وما جاوره من حقل صغير يقال له محليا "الغرسة" وهي الحديقة أو الحقل الصغير الذي يزرع غالبا بورود وأزهار لتزيين المنزل أو بنباتات أخرى تستهلك كل يوم كالنعناع ، ويتشكل المنزل أو الدار الجبلية عادة من مجموعة من الغرف تبنى بشكل مستطيل ، منها غرف النوم وغرفة الضياف "السطح" ، وغرفة الطبخ أو "كوزينة" بالإضافة إلى غرفة طبخ أخرى مخصصة للطبخ على الجمر يتواجد بها "الفران" أي الفرن التقليدي والطاحونة الحجرية اليديوية ، كما أن هناك غرفة خاصة بالإغتسال والوضوء تسمى "الحمام" و "الوضاية" وغيرها وغرفة خاصة بالمحاصيل وتسمى بيت "العولة"...كما تتشكل الدار من فناء في الوسط ويسمى "المرح" أو "وسط الدار" أو "القور" أو"السحان" ،هذا بالإضافة إلى غرف علوية تبنى فوق غرف المنزل وتسمى بالغرفة أو "الغريفة" كما هناك غرف أخرى تكون مخصصة لإستقبال الضيوف و ما شابه "لأسطوان"... وفي باب الدار أو بجانبها "الدكانة" وهي مكان مرتفع مخصص للجلوس . وقد ساد البناء بالقرميد في مناطق جبالة تأثرا بالأندلسيين ليتم الإستغناء عن القرميد ويعوض بالزنك ، ويستعمل القصب من الداخل لضمان الدفئ داخل المنزل إضافة إلى العيدان الخشبية التي تشكل أساس السقف أو ما سمى محليا "السرير" . تبنى الجدران من "المقدار" أو "الطوب" وهي مربعات صلبة من التراب الممزوج بالتبن والماء و المضغوط في قالب خشبي "المقدار" ومجفف ليصبح قاسيا وصلبا يستعمل كلبنات للبناء ، بعد إتمام البناء تأتي عملية تسمى محليا " تلبيس" أو" تمليس" أو" لطم" جدران المنزل قبل "تحنيكه" وصبغه ووضع "الحزامة" في منتصف الجدران كفاصل بين اللونين الذي يكون غالبا أبيض في الأعلى والأزرق في الأسفل .
بعد الدار التي تشكل نواة القرية يأتي المدشر أو الدوار ، وهو مجموعة من المنازل المتلاسقة في الغالب تفصل بينها أحياء ، والمعروف أن لكل مدشر أعراف وقوانين تحكمه ، وتنظم المعاملات بين سكان المدشر من توزيع المياه وواجب المسجد "الشرط" و"نوبة الفقيه" ، يحتوي كل مدشر أو دوار على كل المرافق الضرورية...
جبالة : المطبخ الجبلي |
إعتادت ساكنة منطقة جبالة كباقي المناطق على تناول ثلاث وجبات في اليوم ، تتخللها وجبات صغيرة عادة ما تكون مصحوبة بالشاي كمشروب إعتاد الكل على شربه .
الفطور:يبدأ اليوم عند ساكنة منطقة جبالة بوجبة الفطور، وهي وجبة أساسية خاصة وأن الجبلي يعمل وينشط خارج البيت مرتبطا بحقله أو عمله اليومي أيا كان ، تنهض المرأة الجبلية باكرا لإعداد وجبة الفطور بدأًمن حلب الأبقار أو الماعز ، وإيقاد النار في "الكانون" ، ثم إعداد الفطائر من خبز معجون بالزيت أو" بغرير" أو "السفج" وتسخين الخبز فوق الجمر ، وإعداد أنواع مختلفة من الأطباق الشهية حسب المتاح والمتوفر ، وإعداد القوة أوالشاي أو لاهما ، ويبقى زيت الزيتون أهم عنصر عند جبالة في وجبة الفطور، إضافة إلى الزبدة أو السمن البلدي والزيتون "المشرمل" أو المرقد والذي تتفنن المرأة الجبلية في إعداده بطرق شتى ، كما تعد المرأة الجبلية أنواعا من المربى عند نضج الفواكه المحلية ، وتقوم أيضا بإعداد الجبن المحلي و الذي يعتبر من أشهر أنواع الجبن .
"الترييقة " وهي وجبة خاصة بمنطقة جبالة عبارة عن وجبة صغيرة بين وجبة الفطور والغداء ، إعتاد عليها الفلاح عند العمل في حقله خاصة في فصل الصيف حيث تتسع المسافة الزمنية بين وجبة الفطور والغداء ، غالبا ما تتكون الوجبة من الخبز والتين "القيد" أو من بيض ،أو لبن وسمن وخبز ...
الغذاء:وهو الوجبة الرئيسية التي لا يمكن الإستغناء عنها و تكون منتصف النهار، تتنوع أطباق الغداء التي تعدها المرأة الجبلية ، وتختلف بين أطباق يومية "الطاجين" وأطباق أسبوعية (الكسكس)، وأطباق يتم إعدادها موسميا عند توفر المنتوج ، وتختلف الأطباق والأكلات باختلاف القبائل ويرفق الطبق الرئيسى بأنواع من السلطات تتفنن المرأة الجبلية في إعدادها . والحقيقة أنه يصعب سرد جميع الأكلات التي تعدها المرأة الجبلية وإنما نذكر بعض الأطباق كمثال . الكسكس الذي تعده المرأة أسبوعيا يوم الجمعة ، و يتم إعداده بطرق متعددة "كسكس باللحم والخضر" و "كسكس بالزبيب" و "كسكس بالحليب" إلا أن الكسكس في منطقة جبالة كانت تعده المرأة محليا في المنزل ، ويتم تقديمه في "القصعة" .إلا أنه تجدر الإشارة إلى إستعمال الأواني الفخارية في المطبخ الجبلي "القصعة"و "الطاجين" و"القدرة" كما أن الخبز يطهى غالبا بطريقة تقليدية "الفران" . الطاجين ويتم إعداده بطرق متعددة ، البيصر وهي الأكلة الأكثر شهرة في منطقة جبالة إذ لا يمكن الإستغناء عنها في فصل الشتاء ، حيث تقوم المرأة الجبلية بطحن "تشريد" الفول في طاحونة حجرية تتوفر في غالبية المنازل و يستعان بها على طحن الأعلاف للبهائم ، ليتم بعدها إعداد البيصر من الفول "المشرد" في قدرة توضع على الجمر . أطباق منوعة خاصة فصل الربيع و فصل الصيف منها الفول "المدهوس" والجلبان ، وأطباق الخضر المتنوعة. الحلاب الذي ينتشر في قبائل تاونات وهو شبيه بالطنجية عبارة عن أكلة من الدجاج تطهى في قدر أو جرة فخار أو طين، كما تنتشر أطباق خاصة بالقبائل الساحلية "كتاكرة " و هي طريقة محلية لطهو السمك تنتشر في المناطق الساحلية .والعديد من الأطباق والأكلات الشهية والمميزة للمنطقة والتي يصعب سردها.
هناك وجبة تسبق العشاء تكون مساء بين صلاة العصر و المغرب ، تتكون عادة من شاي أو قهوة وحلويات وخبز وخمائر وغيرها ، وتكون هذه الوجبة مناسبة لاجتماع الجيران والأهل القريبين ، يتحدثون في إنتظار سقوط الظلام ،و تكون الوجبة غالبا كافية للإستغناء عن العشاء ، حيث يكتفي البعض بشوربة من الخضر أو غيرها ، ويضم المطبخ الجبلي أيضا شوربات متنوعة مثل "الحريرة" و "البلبولة" "الدشيشة" و"شوربة الخضر" وغيرها من الشوربت الشهية ..
هناك وجبة تسبق العشاء تكون مساء بين صلاة العصر و المغرب ، تتكون عادة من شاي أو قهوة وحلويات وخبز وخمائر وغيرها ، وتكون هذه الوجبة مناسبة لاجتماع الجيران والأهل القريبين ، يتحدثون في إنتظار سقوط الظلام ،و تكون الوجبة غالبا كافية للإستغناء عن العشاء ، حيث يكتفي البعض بشوربة من الخضر أو غيرها ، ويضم المطبخ الجبلي أيضا شوربات متنوعة مثل "الحريرة" و "البلبولة" "الدشيشة" و"شوربة الخضر" وغيرها من الشوربت الشهية ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق