يرى غالبية الباحثين والمؤرخين أن اسم جبالةأو قبائل جبالة هو اسم حديث نسبيا لهذه القبائل المتواجدة على الجزء الغربي من جبال الريف بشمال المغرب ، فقد سميت قبائل جبالة بقبائل الهبط و جبال غمارة و جبال الفحص و جبال الزبيب ...اذ يرى الكثير أن اسم "قبائل جبالة" لم يطلق رسميا على هذه القبائل إلا إبان قيام الدولة العلوية، في إطار التعديل الذي قامت به للتقسيم الإداري لعمالات المملكة وقبائلها. حيث كان القائد عمرو بن حدو البطيوي أول عامل يعينه المولى إسماعيل العلوي (1672ء1727م) على رأس ما أصبح يعرف في التقسيم المخزني بناحية "جبالة والفحص"، وذلك سنة 1672م.ويرى اخرون أن اسم جبالة هو اسم استعمل في إسبانيا قبل أن يدخله المسلمين المهاجرين من إسبانيا هربا من بطش الكاتوليك ،و بصدد الحديث عن القبيلة الجبلية لابد من إستحضار ما قاله عالم الاجتماع المغربي إبن خلدون إذ تبقى مؤلفاته أهم مصدر للمعلومات بخصوص هذا الموضوع ، وقد تطرق المؤرخ إبن خلدون لأصول قبائل جبالة حيث وصف غمارة (جبالة قديما) بأنها إحدى قبائل الامازيغ بشمال المغرب (جبال الريف) وهي فرع من المجموعة القبلية الكبرى مصمودة، والتي كانت تمتد في الماضي تمتد على الجزء الغربي من جبال الريف.وقد انقسمت غمارة إلى عدد من القبائل تحمل أسماء مختلفة عديدة وهي ما يعرف اليوم بقبائل جبالة، بينما تحتفض العديد من القبائل على إسمها الأصلي القديم (غمارة) وهي واقعة في شرق جبالة وتمتد إلى البحر المتوسط.
ويقول إبن خلدون في الخبر عن غمارة من بطون المصامدة وما كان فيهم من الدول وتصاريف أحوالهم.(هذا القبيل من بطون المصامدة من ولد غمار بن مصمود وقيل غمار بن مسطاف ابن مليل بن مصمود وقيل غمار بن أصاد بن مصمود.
ويقول بعض العامة أنهم عرب غمروا في تلك الجبال فسموا غمارة وهو مذهب عامي وهم شعوب وقبائل أكثر من أن تحصر والبطون المشهورة منهم بنو حميد ومثيوه وبنو فال وأغصاوه وبنو وزروال ومجكسة وهم آخر مواطنهم يعتمرون رحاب الريف بساحل بحر الدر من عن يمين بسائط المغرب من لدن غساسة فتكرر فبادس فتبكيساس فتيطاوين فسبتة فالقصر الى طنجة خمس مراحل أو أزيد أوطنوا منها جبالا شاهقة اتصل بعضها ببعض سياجا بعد سياج خمس مراحل أخرى في العرض إلى أن يتخطى بسائط قصر كتامة ووادي ورغة من بسائط المغرب ترتد عنها الأبصار وتنزل في حافاتها الطيور لا بل الهوام وينفسح في رؤوسها وبين قننها الفجاج سبل السفر ومراتع السائمة وفدن الزراعة وأدواح الرياض.
ويتبين لك أنهم من المصامدة بقاء هذا النسب المحيط سمة لبعض شعوبهم يعرفون بمصمودة ساكنين ما بين سبتة وطنجة وإليهم ينسب قصر المجاز الذي يعبر منه الخليج البحري إلى بلد طريف ويعضده أيضا اتصال مواطنهم بمواطن برغواطة من شعوب المصامدة بريف البحر الغربي وهو المحيط إذ كان بنو حسان منهم موطنين بذلك الساحل من لدن آزغر وأصيلا إلى أنفى من هنالك تتصل بهم مواطن برغواطة ودوكالة إلى قبائل درن من المصامدة فما وراءها من بلاد القبلة فالمصامدة هم أهل الجبال بالمغرب الأقصى إلا قليلا منها وغيرهم في البسائط ولم تزل غمارة هؤلاء بمواطنهم هذه من لدن الفتح ولم يعلم ما قبل ذلك.
وللمسلمين فيهم أزمان الفتح وقائع الملاحم وأعظمها لموسى بن نصير وهو الذي حملهم على الإسلام واسترهن أبناءهم وأنزل منهم عسكرا مع طارق بطنجة وكان أميرهم لذلك العهد يليان وهو الذي وفد عليه موسى بن نصير وأعانه في غزو الأندلس وكان منزله سبتة كما نذكره وذلك قبل استحواء تاتكور وكانت في جميع غمارة هؤلاء بعد الإسلام دول قاموا بها لغيرهم وكان فيهم متنبئوون ولم تزل الخوارج تقصد جبالهم للمنعة فيها كما نذكره إن شاء الله تعالى.ص 994)(1)
كما ذكر الحسن الوزان المؤرخ الأمازيغي الملقب بليون الافريقي في كتابه وصف افريقيا قبائل غمارة والمقصود بها قبائل جبالة ،إذ المعروف أن هذه القبائل كانت تسمى بغمارة إلى حدود قدوم الدول العلوية .
يرى العديد من الباحثين أن أصول قبائل جبالة متنوعة ومختلفة ، بين أصول مصمودية محلية وأصول أندلسية معربة مثل صنهاجة وهوارة وزناتة وغيره من الأصول المتفرقة ، ولابد من الإشارة بهذا الصدد إلى مشاركة أسلاف هذه القبائل في جيش طارق بن زياد ،حيث استقر أغلبهم في جبال اسبانيا والبرتغال بعد فتح الأندلس الى حين سقوط الأندلس ليعبروا إلى منطقة جبالة في شمال المغرب ،من هنا يرى البعض كان أصل تسمية جبالة حيث أستعملت في إسبانيا قبل أن يدخها المهاجرون...
(1) كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) المصدر موقع نداء الإيمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق