تمتد منطقة جبالة الى المنطقة الغربية و الوسطى من جبال الريف بالمغرب ، والى سهول اللوكوس ، وهضاب ورغة ، كما تشمل الأجزاء الشمالية من سهول الغرب ، وتمتد اقصى شمال جبال الأطلس المتوسط .
الصناعة التقليدية
إشتهرت قبائل جبالة بجودة الفخار المصنع بها ،و تنتشر هذه الصناعة في قرى كثيرة من منطقة جبالة ،كالمناطق المجاورة مدينة تطوان ومدينة تاونات ،تتأثر صناعة الفخار الجبلي بالفن الأندلسي و الأمازيغي و يتجلى ذلك من خلال اشكال النقش و الألوان المعتمدة .فعند زيارتنا للمدن الشمالية تصادفنا شبه معارض ومحلات دائمة على جنبات الطريق ،وهي محلات لبيع المنتوجات التقليدية الفخارية .ومن القرى الي إشتهرت بالصناعة التقليدية قرى بني سعيد نواحي تطوان وسلاس نواحي تاونات .كما عرفت قبائل جبالة بالمنتوجات التقليدية الصوفية وبانتشار الحياكة ونسج الصوف ،فمن لا يعرف الجلابة الوزانية ذات الشهرة العالمية والتي تتنوع أصنافها ، كم تنتشر أصناف اخرى من الصناعات التقليدية كالنجارة و النقش على الخشب و النقش على النحاس وغيرها من الصناعات التقليدية التي إنقرض بعضها .
الصناعة الحديثة
تؤمن قبائل جبالة كمية كبيرة ومتنوعة من حاجيات السوق المغربية من الفلاحة خاصة في مجال إنتاج الزيتون والتين حيث اشتهرت تاريخيا بانتاجها لأجود أنواع الزيوت والثمار،وتعرف منطقة جبالة بتوافر أخصب حقول و بساتين الثمار نظرا لطبيعة المنطقة الجبلية و مناخها البارد و المعتدل. وبالرغم من ان نسبة مساحة منطقة جبالة من مساحة المغرب لا تتعدى 7 بالمئة فإن المنطقة تساهم في الانتاج الفلاحي المغربي وتحقق نوعا من التوازن والإكتفاء ، كإنتاجها للقمح والشعير والفول والعدس وعباد الشمس وغيرها من المنتوجات الفلاحية المتنوعة ، بالإضافة إلى الخضروات والفواكه والثمار ، ناهيك عن مساهمة منطقة جبالة في إنتاج اللحوم والإنتاج الحيواني من ماعز وأبقار وحليب وغيرها ، كما تساهم المنطقة بانتاجها البحري خاصة الأسماك والمحار .
أما على المستوى الصناعي فتعتبر منطقة جبالة ، خاصةالمنطقة الشمالية قطبا صناعيا إذ تتوفر على أزيد من 25 منطقة صناعية موزعة بين مدن طنجة وتطوان والعرائش ومدينة تازة ،حيث تنتج هذه المناطق ما يقارب 34 بالمئة من الإنتاج الصناعي المغربي و تعد طنجة ثاني أكبر قطب صناعي بالمغرب .
تتوفر منطقة جبالة على مؤهلات سياحية متنوعة ، فهي منطقة جذب سياحي بامتياز في المغرب ، فالمنطقة تتوفر على مؤهلات طبيعية و تاريخية تجعلها تستقطب ما يزيد عن 52 بالمئة من السياح الاجانب بالمغرب .تبقى السياحة الجبلية السياحة الأكثر نشاطا بالمنطقة نظرا للتنوع الطبيعي وتوافر المنتزهات والشلالات ومنابع المياه كتيزيران و أقشور و تالاسمطان و افحصة و بوهاشم ، كما تتواجد بالمنطقة ما يقارب 800 مغارة ،تقع 500 منها في إقليم تازة كمغارة هرقل بطنجة وفريواطو . كما تنشط بالمنطقة السياحة الشاطئية إذ تتوفر المنطقة على 500 كيلومتر من السواحل.
هذا بالإضافة لما تزخر به المنطقة من المواقع الأثرية و التاريخية و العمرانية كموقع ليكسوس الاثري و مسلات مزورة و حصون العرائش وغيرها .
تعتبر منطقة جبالة من المناطق المغربية الغنية بالتنوع الطبيعي و البيولوجي و المآثر التاريخية ، كما أنها منطقة غنية بالتقاليد والعادات والموروث الشعبي ، كل هذا يجعل منها وجهة سياحية مميزة خاصة السياحة الداخلية والسياحة الجبلية .
كانت منطقة جبالة مهدا وقطبا لتشكل أهم الأقطاب الصوفية بالعالم ،كالطرق الدرقاوية والشاذلية والوزانية...وقد عرفت كمنطقة للصالحين والأولياء حيث يصرح المؤرخون بقولة مشهورة و هي ″ ارض غمارة امتزجت برميم الصلحاء ″...ويبقى المولى عبد السلام بن مشيش الولي الأكثر تقديسا في المنطقة والذي يحتفل سكان جبالة بذكراه إلى يومنا .إلإسلام هو الديانة الرسمية في المنطقة ،حيث يتبع معظم سكان جبالة المذهب السني المالكي الحافل بالعقائد الصوفية. كما ساهمت الطرق الصوفية و الزوايا التي سيطرت على العديد من القبائل في خلق مجتمع جبلي متدين و محافظ . و يرى العديد من المؤرخين أن إستمرر الإسلام في المغرب يعود إلى هذه المنطقة التي تحتوي ثلاثة مساجد تعد الاقدم في المغرب.
ترتبط قبائل جبالة بموروث شعبي غني من قيم و فنون وعادات وتقاليد و موسيقى وغيرها من الحكايات والمواسم والأعياد والإحتفالات التي تعبر عن الهوية المتميزة لهذه القبائل .
ولابد من إستحضار ما ورد في درسة الأستاذ عبد السلام البكاري ،وذلك عند حديثه عن التقاليد الإجتماعية بالقبيلة المسارية حيث يقول "في بني مسارة عدة عوائد ،منها المحمودة والمستحسنة ،والمذمومة والمستهجنة ..."(1) ، فهو يفرق بين نوعين من العادات السائدة في قبائل جبالة ، عادات قديمة موروثة عن الأقدمين ،إنتقلت إلينا من الروم والفرس ك"الحاكوز" وعادة"موت الأرض"، وهي عادات تبين إرتباط الإنسان الجبلي بالأرض والطبيعة ، وعادات محلية قديمة ورثت عن الأجداد كعادة"كعوانة"و"العقيقة"،إلا إن هذه العادات والتقاليد أضحت سائرة للزوال كما يلاحظ الأستاذ البكاري .