القبيلة هي جماعة من الناس تنتمي غالبا إلى نسب واحد يرجع إلى جد أعلى أو اسم حلف قبلي يعتبر بمثابة جد ، غالبًا ما يقطن أفراد القبيلة إقليما أو منطقة مشتركة تعد وطنًا لهم ، ويتحدثون لهجة مميزة ، ولهم ثقافة متجانسة أو تضامن مشترك و عصبية ضد العناصر الخارجية تنتشر القبيلة في كل القارات والمجتمعات ، كقبائل الجرمان التي إندثرت في أوروبا ، ومنها قبائل أمريكا الشمالية والجنوبية التي بدأت في الإندثار ، و قبائل جنوب غربي آسيا التي ذابت في المجتمعات الحضرية المجاورة. وتتنوع ثقافة وعادات وتقاليد هذه القبائل بتنوع المناطق والمجتمعات (1).
إلا أن الحديث عن القبيلة في الثقافة العربية يستوجب منا الرجوع إلى عالم الاجتماع ابن خلدون إذ لا يمكن الحديث عن القبيلة دون الرجوع إلى مقولات ابن خلدون ، حيث يقول ".. النسب أمر وهمي لا حقيقة له"(2) فالقبيلة لا تتحدد بكونها جماعة منحدرة أو متفرقة عن جد واحد كما يرى الاخرون ، يقول ابن خلدون :" من البين أن الالتحام والاتصال موجود في طباع البشر وإن لم يكونوا أصل نسب واحد، إلا أنه كما قدمناه أضعف مما يكون بالنسب، وأنه تحصل العصبية بعضا مما يحصل بالنسب"(3).
احتل النظام القبلي مكانا مرموقا في الحياة العامة للأقطار المغربية واستمر يحتلها ويطبعها بطابعه إلى عهد قريب، فخلال قرون طويلة كانت القبيلة هي المحور الذي تدور عليه فيها جميع الحركات السياسية والتقلبات الاقتصادية والتطورات الفكرية والاجتماعية(4).
إلا أن الحديث عن القبيلة في الثقافة العربية يستوجب منا الرجوع إلى عالم الاجتماع ابن خلدون إذ لا يمكن الحديث عن القبيلة دون الرجوع إلى مقولات ابن خلدون ، حيث يقول ".. النسب أمر وهمي لا حقيقة له"(2) فالقبيلة لا تتحدد بكونها جماعة منحدرة أو متفرقة عن جد واحد كما يرى الاخرون ، يقول ابن خلدون :" من البين أن الالتحام والاتصال موجود في طباع البشر وإن لم يكونوا أصل نسب واحد، إلا أنه كما قدمناه أضعف مما يكون بالنسب، وأنه تحصل العصبية بعضا مما يحصل بالنسب"(3).
احتل النظام القبلي مكانا مرموقا في الحياة العامة للأقطار المغربية واستمر يحتلها ويطبعها بطابعه إلى عهد قريب، فخلال قرون طويلة كانت القبيلة هي المحور الذي تدور عليه فيها جميع الحركات السياسية والتقلبات الاقتصادية والتطورات الفكرية والاجتماعية(4).
يعتمد النظام القبلي على مبدأ الاتحاد ضد العناصر الخارجية عن القبيلة وهي ما يسمى بالعصبية القبلية التي قد تكون داخل القبيلة الواحدة كالعصبية للأقارب وذوي الأرحام... تنتشر القبيلة أو القبائل في جميع القارات يمكن تلخيص النظام القبلي حسب المؤرخ الأستاذ عبد الوهاب بن منصور : -المجال : وهو المحيط والمجال الخاص بكل قبيلة و الذي تعيش فيه.
الرئيس : هو شيخ القبيلة (أمغار) والذي تتوحد عليه كلمتها.-الحكيم : هو العراف الذي ينبؤها بالغيب والمستقبل المجهول، ويشرح أسرار الطبيعة ومعانيها .-المجلس : هو الجماعة التي تنظر في المصالح وتحكم في النزاعات ،وإليها يعود القرار في شؤون السلم والحرب والصلح والديات.-القانون : هو قانون يحدد الأحكام المسبقة ، ويوضح الحلال والحرام.-اللغـة : وهي لهجة تتميز عن سائر اللهجات.-الادخار : وهي مطامر عمومية لخزن الغلة و المنتوج،بالإضافة إلى الحصون عند قبائل سوس الجبلية.-الاقتصاد : وتتمثل في أسواق أسبوعية لبيع وشراء الحاجيات.-المناسبات : وهي مواسم وأعياد ترتبط غالبا بالعمل الفلاحي حيث تنصب فيها الخيام، ويتزين فيها أهل القبيلة ، كما ينظمون مسابقات في ميادين الفروسية، يتبارون ويحتفلون فيها ويرقصون(5).
يمكن الحديث عن مكونات القبيلة إنطلاقا مما رواه المؤرخ الأستاذ عبد الوهاب بن منصور(تقديم : محمد زلماضي) حيث نستخلص أن القبيلة كانت تشكل أعلى قمة في النظام السياسي والاجتماعي الذي عرفه سكان المغرب الأولون قبل الإسلام وهم البربر، و تبدأ هذه المكونات من :-الأسرة : وهي الخلية الأولى التي تتشل من زوج و زوجة أو عدة زوجات وأولاد مطيعين لوالدهم وينظرون إليه بإجلال واحترام.-العشيرة : وهي الجماعة المشكلة من عدد من الأسر تنتمي الى جد واحد، وترتبطهم أواصر القرابة .-العمارة : العمارة أو البطن و تجمع عشائر متعددة تربطهم المنفعة المشتركة و المصاهرة والجوار.-القبيلة : وتتشكل من عدد من البطون تربط بينها روابط الدم والنسب، وتشمل في النادر بطنا أو عدة بطون أصبحت تعد منها وتنتسب إليها بحكم الحلف والولاء.
(1) كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر)كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر) المصدر موقع نداء الإيمان
(2) ابن خلدون:" المقدمة"( ط1، دار القلم، بيروت 1978، ص 129)(بتصرف)
(3)ابن خلدون، نفس المرجع السابق، ص 129.(بتصرف)
(4)المصدر : المؤرخ عبدالوهاب بن منصور ، تقديم : (محمد زلماضي)(بتصرف)
(5)المصدر : المؤرخ عبدالوهاب بن منصور ، تقديم : محمد زلماضي).(بتصرف)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق